تأليف :
الأديب الدكتور الشريف محمد بن عبد الرحمن شميلة الأهدل
التحري
في التبري من معرة المعري
هو في الأصل شرحٌ وسط لمنظومة الإمام السيوطي الرجزية في أسماء الكلب، التي ذكر فيها أربعةً وستين اسماً من أسماء الكلب، ولم يتيسَّر له إكمال السبعين على نحو ما قال أبو العلاء المعري للرجل البغدادي: الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسماً، فبقيت عليه ستة.
فتتبع الدكتور الأهدل الستة الباقية، واقتنصها من كتب اللغة المبسوطة؛ كـ «اللسان»، و«تاج العروس» وغيرهما، ثم ألحقها نظماً من بحر الرجز.
وشرح المنظومة، وقدَّم لها مقدمةً نفيسةً، ضمنها حقوق الحيوان في الإسلام، وأحكام الكلب بصورة مفصلة، فجاء الشرح تحفةً فريدة.
وهذا الكتاب بهذا الجمع تارة يتربَّع في المكتبة الأدبية، وتارة تبتهج به المكتبة الفقهية؛ إذ الأبحاث الفقهية التي ذكرها المؤلف في غاية الأهمية، قد تناثرت في كتب الفقه فجعلها في أوراق كتابه مطوية.
أما بشأن الفوائد اللغوية، والأخبار اللطيفة الأدبية.. فكان لها قصب السبق، حتى صار هذا الكتاب مرجعاً هاماً في أسماء الكلب وأصول اشتقاقها، وبيان ما كان منها علماً صِرْفاً، وما كان وصفاً، مع ذكر شواهد ذلك من شعر الاحتجاج ونثر الأُوَل.
ولإتمام الفائدة: فقد رأت الدار أن تلحق بالكتاب بحثاً لطيفاً للشارح في أسماء أولاد الحيوانات، وهي منظومة رجزية مشروحة، تولَّى العلامة المؤلف الأهدل نظمها وشرحها، فوثَّق لأسماء أولاد الحيوانات من كتب اللغة المعتبرة، وجاء فيها باستطرادات مهمة، وفوائد حديثية، وأحكام فقهية، وغيرها من اللطائف والظرائف اللغوية.
وأصلُ هذه الاستدراكة كلامٌ للإمام اللغوي أبي منصور الثعالبي، كان قد ذكرها في كتابه العظيم «فقه اللغة».
وقد عوَّل المؤلف - أمتع الله بحياته - على كتب اللغة؛ كـ «اللسان»، و«القاموس المحيط»، و«الصحاح»، و«النهاية»، ونقل كثيراً عن إمام هذا الفن العلامة الدميري في كتابه النفيس «حياة الحيوان»، فجاء الكتاب يرفل في ثوب النفاسة.
والله تعالى نسأل أن يكون مثرياً للمكتبة اللغوية والأدبية، ومعيناً لطلاب العربية.
إنّه سبحانه خير مَسْؤول
|