جمع وشرح :
العلامة الشيخ محمد عوامة
من صحاح الأحاديث القدسية
مئة حديث قدسي مع شرحها
هذا الكتاب وأضرابه من الكتب التي جمعت بين الحُسنيين ، وتكلَّلت بالنورين : نور الكلام الإلهي ، ونور البلاغ المحمدي ؛ ولذلك ينبغي أن نفتح لها آذان القلوب قبل آذان الرؤوس ، لنسمع نداء الحق سبحانه لعباده .
استفتح المؤلف حفظه الله تعالى كتابه بتعريف الحديث القدسي ، وإيضاح بعض المسائل العلمية المتعلقة بذلك ، ثم تحدَّث عن أشهر المؤلفات في هذا الباب ، ثم أوضح منهجه المتبع في هذا الكتاب ، فجمع لنا مئة حديثٍ قدسية صحيحة أو حسنة ، وشرحها شرحاً موجزاً ، بيَّن فيها فوائد ونفائس لا بد للقارئ منها .
هذه الأحاديث تقوي أواصر الاتصال بينك وبين خالقك جلَّ وعلا ، عندما تسمع النداء من الجليل : ( يا عبادي ) . . فإن لهذه الكلمة وقعاً على الروح ، فإنها ـ على الرغم من تقصير صاحبها وبُعده عن الصراط ـ تردُّه إلى يوم ﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ﴾ فتجيب : لبيك ربي ، فترتقي من العالم السفلي إلى العالم العلوي .
حقاً إن نور هذه الأحاديث أقدر على اختراق حجب الرَّان والأكدار ؛ لتصل إلى بذرة الإيمان فتسقيها ، وإن الأمة اليوم أحوج ما تكون إلى نشر هذه الأحاديث بينها ؛ لأنها الدواء الناجع لأدواء القلوب .
قال صالح المري رحمه الله : ( من أدام قرع الباب . . فُتح له ) فقالت له رابعة العدوية رحمها الله تعالى : ( ومتى أُغلق الباب حتى يستفتح ؟! ) ، فقال : ( شيخٌ جهل وامرأةٌ علمت ) .
وكم هو مهم أن نقشع حجاب الغفلة ؛ حتى نستشعر نداء الكريم سبحانه وتعالى في كل ليلة : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ ومن يستغفرني فأغفر له ؟
يا لها من كلماتٍ تذوب لها الجلاميد ، فأين الموفقون الذين لبوا نداء : ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ﴾ يا رب بكرمك اجعلنا منهم .
فيا أيها القارئ الكريم : اجعل هذا الكتاب في بيتك ، اقرأه على أهلك وأولادك ، فهو حبل الوصل ، وهو نداء من الحق إلى الخلق ، وتأمل معي واستشعر بنفسك المعنيَّ بهذا الخطاب : « يا بن آدم ؛ إنك ما دعوتني ورجوتني . . غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي ، يا بن آدم ؛ لو بلغت ذنوبك عَنان السماء ثم استغفرتني . . غفرت لك ولا أبالي » .
والله المسؤول أن يعمم نفعه الكاتب والقارئ والسامع . . . آمين
مسند أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز
|