تأليف :
العلَّامة المحدث المشارك محمَّد الأمين الهرري المكي الشَّافعي (1348-1441 هـ)
الفتوحات القيومية
في حل وفك معاني ومباني متن الآجرومية
الآجرومية مختصر لطيف في علم النحو ، كُتب له التوفيق والقبول عند العلماء وعند الطلبة ، فأقبلوا عليه تعلُّماً وتعليماً ، وشرحاً وتحشية بين مطولٍ ومختصر ، وهذا دليل القبول .
وإن ابن آجروم : هو الثاني من النحويين المقدمين ، الذين أنجبتهم المدرسة المغربية ، وهو من العلماء المقرئين الفقهاء الأدباء ، ومن لطائف ما ذكر : أنه ولد في سنة وفاة ابن مالك صاحب « الألفية » ، فقالوا : توفي نحوي وولد نحوي ، رحمهما الله تعالى .
وكتابه من المتون الهامة ، التي تعود الصغار حفظها منذ نعومة أظفارهم ؛ ليسرها وسهولتها ، ومن توفيق الله سبحانه لمؤلفها : انتشارها وقبولها عند الخاص والعام ، حتى غدا اسمها المشتهر مرتبطاً بمؤلفها ارتباطاً وثيقاً ، فلا تذكر إلا باسمه .
وممن ضرب بسهمه في شرحها العلامة محمد الأمين الهرري ـ حفظه الله تعالى ـ فشرح « الآجرومية » شرحاً لطيفاً ، سهل العبارة ، بعد أن قرأها في صباه ثماني مرات على شيخه ، فأجاد وأفاد في هذا الشرح اللطيف وبيَّن المراد ، أجزل الله له الثواب .
قال في مقدمة شرحه مبيناً لما أراد : ( فهذا شرح لطيف ، وبيان ظريف ، لألفاظ « الآجرومية » في أصول علم العربية ، وضعته لأمثالي من صغار الفن والأطفال ، لا للماهرين في العلم من فحول الرجال ، حملني عليه بعض الإخوان ، من الطلبة والأقران ، بعضهم على الابتداء ، وبعضهم على الانتهاء ، وسميته : « الفتوحات القيومية في حل وفك معاني ومباني الآجرومية » فأجبتهم بالافتتاح والانتهاء ، مبتدئاً بما يناسب الشروع والابتداء . . . ) .
وكما قال بعضهم في علم النحو :
النحوُ زيـنٌ للفتى
|
يكرمـه حيـثُ أتى
|
مَـنْ لـم يكُـنْ يعرفُهُ
|
فحقُّــه أن يَســكتا
|
وإنا نزف « الفتوحات القيومية » كعروس نُهديها لطلاب العربية ؛ لينتفعوا بفوائدها ، ويأخذوا من فرائدها ، ويرتووا من معينها ، بعد سبر مضمونها .
والله الملهم والموفق للصواب
|