تأليف :
العلَّامة المحدث المشارك محمَّد الأمين الهرري المكي الشَّافعي (1348-1441 هـ)
مناهل الرجال ومراضع الأطفال
بلبان معاني لامية الأفعال
لامية الأفعال قصيدة سارت بها الركبان ، وورد معينها القاصي والدان ، وترددت في محافل العلم على كل لسان ، ولا سيما ومؤلفها الإمام ابن مالك صاحب التآليف الذي طبقت شهرته الآفاق ، وألفيته المسماة بـ « الخلاصة » غدت محل اتفاق ، عند العلماء من كل الطباق .
وإقبال الناس على مؤلفات هذا الإمام دليلٌ على إخلاصه وتوفيق الله له سبحانه وتعالى ، فهو أهلٌ بقول الشاعر :
والناس أكيس من أن يمدحوا رجلاً
|
ما لم يروا عنده آثارَ إحسانِ
|
ولقد كان المؤلف مع تبحره وتقدمه في علم النحو والتصريف إماماً حافظاً للقراءات وعللها ، وعالماً بالحديث وفنونه ، فقيهاً متضلعاً ، وكان يصلي إماماً بالمدرسة العادلية بدمشق ، وكان قاضي القضاة مؤرخ زمانه الإمام ابن خلكان يصلي وراءه ، ويجلُّه ويعظمه ، ويوصله إلى بيته ثم يرجع ، رحمهما الله تعالى .
وحسبك أن تعلم أن أحد تلاميذ هذا الإمام ممن ورد معينه وغرف من علمه . . الإمام النووي رحمهما الله تعالى ، ولما كان يؤلف منظومته « الألفية » الشهيرة ووصل إلى ( باب الابتداء ) . . قال : ( ورجلٌ من الكرام عندنا ) قصد به تلميذه الإمام النووي .
ومن مؤلفات هذا الإمام قصيدة جمع فيها أوزان الأفعال وتصاريفها وأبنيتها ، وهذا ينبئ عن علم غزير ، وبحر لا ساحل له ، والقصيدة بلغت ( 114 ) بيتاً .
ثم جاء العلامة محمد الأمين الهرري ـ حفظه الله تعالى ـ فشرح هذه القصيدة شرحاً لطيفاً موجزاً ، غير مخل ولا ممل ، ثم أتبع الشرح بإعراب للأبيات .
وإنَّا نزف هذا السِّفْر للقراء عامة ، ولقراء العربية خاصة ؛ لعلهم ينتفعون بهذا المؤلَّف وغيره من تراثنا التليد .
ونسأل الله العلي القدير أن يجعله مشمولاً بالقبول ، وأن يعطِّف علينا قلب الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ فإنه خير مأمول .
والحمد لله رب العالمين
|