جمع وتعليق :
العلامة الشيخ محمد عوامة
المختار
من فرائد النقول والأخبار
روضة غناء ؛ من كتاب الله تعالى ومن السنة الغراء ، فاحت رياحينه ، وأورقت أفانينه ، حوى من كتاب الله درراً ، ومن السنة المطهرة عبراً ، ومن سيرة الصحابة الكرام غرراً ، ومن طرائف أخبار العلم والعلماء ، والقضاة النبلاء ، والصالحين الأتقياء ، ومن نوادر النبهاء الأذكياء ، والأجواد الأسخياء .
التقطها مؤلفها ـ حفظه الله تعالى ـ من بطون الكتب وأهداها لرجال الغد وحملة الراية وصنَّاع المستقبل ، إنهم البراعم المؤمنة ، نواة المجتمع ، هذه الغراس بحاجة إلى من يسقيها ، ويعتني بها ويربيها ، وخير ما يُنشَّأ عليه جيل المستقبل هو تراث الأجداد أهل الأمجاد .
فالناس يتحدثون بأحسن ما يحفظون ، ويحفظون أحسن ما يكتبون ، ويكتبون أحسن ما يسمعون ، فإذا أردت الأدب . . فخذه من أفواه الرجال ، والكتب بساتين العلماء ، تنوعت أزهاره ورياحينه ، فتعددت روائحه وعطوره ، فيه تسر من نوادره ، وتبكي من مواعظه .
نِعْمَ المحدِّثُ والرفيقُ كتابُ
|
تلهو به إن خانك الأصحابُ
|
لا مُفْشياً سرّاً إذا استودعته
|
وتُنال منه حكمةٌ وصوابُ
|
اختار المؤلف مادة كتابه من صفحات التاريخ المشرقة ، من حكايات ومواقف وعِبَرٍ تلائم الناشئة الذين اختاروا طريق العلم ، فهذا الكتاب كالسراج يضيء لهم الطريق ، ولَكَمْ تُشحذ الهمم ، ويذهب الملل والسقم بحكايات الصالحين أهل الفهم والكرم !! ولقد قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى : ( الحكايات عن العلماء أحب إليَّ من كثير من الفقه ؛ لأنها آداب القوم ) .
فعقول الرجال تحت أسنان أقلامها ، والخط هو المقيد للباقين حِكَمَ الماضين ، والمخاطب للعيون بسرائر القلوب ، فاكتب أحسن ما تسمع ؛ واجتهد في فهمه وحفظه ؛ فبذا يكون النفع والانتفاع .
فهذا الكتاب نواةُ خيرٍ للبراعم المؤمنة ، تفتح آفاق عقولهم وأحلامهم مع قصص السابقين وعبر السالفين ، حوى باقةً من الآثار والأخبار ، شبيهةً بالرياحين والأزهار ، تغرس في النفوس حب أولئك الأخيار ، فما تزرعه اليوم تحصده غداً .
نسأل الله أن يربطنا بأسلافنا في سيرتهم وفي أعمالهم ، وفي هممهم ومقاصدهم .
وبالله الإعانة
|