تأليف :
العلَّامة المحدث المشارك محمَّد الأمين الهرري المكي الشَّافعي (1348-1441 هـ)
المقاصد الجلية على القصيدة الخزرجية
في فني العروض والقافية
إن علمي العروض والقافية من أجل العلوم الأدبية ، الذي يتفرع من شجرة العلوم العربية ، وحاجة الشاعر إلى علم العروض والقافية كحاجة الإنسان للغذاء والشراب .
ولما احتاج قارئ القرآن ومتعلم الحديث إلى علم النحو وإلى الشواهد . . احتاج إلى معرفة قواعد العروض لقبول الشاهد .
ولقد بذل العلماء وسعهم لتيسير ذلك على الطلاب ، فنظموا في ذلك القصائد تيسيراً للحفظ لأولي الألباب ، فقعَّدوا القواعد ، وبيَّنوا المقاصد ، وممَّن أتحفنا في هذا العِلم : الإمام الخزرجي رحمه الله تعالى ، حيث نظم قصيدة من البحر الطويل ضمَّنها علمي العروض والقافية .
ثم جاء العلامة محمد الأمين الهرري ـ أمدَّ الله في عمره ـ فبيَّن معانيها ، وفكَّ مبانيها ، وكشف رموزها ، وأظهر المراد فأفاد وأجاد .
علم الخليل رحمةُ اللهِ عليهْ
|
سببُهُ ميلُ الورى لسيبويهْ
|
فخرج الإمام يسعى للحرَمْ
|
يسألُ ربَّ البيت من فضل الكرَمْ
|
فزاده علم العروض فانتشَرْ
|
بين الورى فأقبلت له البشَرْ
|
قال الشارح في مقدمة كتابه : ( وبعد أيضاً : هذا شرح شارح ، وبيان لائح ، وضعته على القصيدة الخزرجية المنظومة من بحر الطويل ، في علمي العروض والقوافي ، نظمها الشيخ البارع ، والعلم الساطع ، العلامة : ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن محمد الخزرجي المالكي الأندلسي ـ طيَّب الله ثراه بصيِّب الرحمة والغفران ـ يَحلُّ معانيها ، ويفك مبانيها ، ويبين مرادها ، ويكشف رموزها ، وسميته بـ « المقاصد الجلية على القصيدة الخزرجية » .
والله أسأل أن ينفع به النفع العميم ، لكل من تلقاه بقلب سليم ، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ، وسبباً للفوز بجنات النعيم ؛ إنه ذو الطول والفضل الواسع العميم ، والبر الجواد الكريم ) .
فإليكم المقاصد الجلية على القصيدة الخزرجية ، أو سمِّها إن شئت : « الجواهر البارزة من خبايا الرامزة في فني العروض والقافية » نسأل الله تعالى النفع بها ، والسلامة والعافية .
وبالله العون والتوفيق
|